اسم الله الكريم : اللطيف
اسم من اسماء الله تعالى الثابتة بالكتاب والسنة وقد عده العلماء ضمن جمعهم للاسماء الحسنى . ودليله من الكتاب قوله تعالى (( وهو اللطيف الخبير )) وقوله تعالى (( الله لطيف بعباده ))
معناه لغة : مأخوذ من الرفق في العمل ، ويقال لطف : اذا صغر ، وهو بحسب ما أضيف اليه من الكلام
ومعناه شرعا : معنى اللطف في ثلاثة امور هي مقصود اهل العلم
الاول : العلم ، علم الله تعالى وخبرته ، وادراكه لمغيبات الامور
الثاني : ايصال مصالح العباد لهم والاحسان إليهم
الثالث : هو الذي لطف عن ان يدرك بالكيفية ، وعلى المعنى الاول والثالث يكون من اسماء الذات ، وعلى
المعنى الثاني يكون من اسماء الافعال
ومن آثار الايمان بهذا الاسم الكريم :
أن المؤمن عندما يدرك اتصافه تعالى باللطف فإنه يوقن ان الله تعالى متصف بدقة العلم ، واحاطته بكنه الاشياء صغيرها وكبيرها وعندئذ فجدير به ان يحاسب نفسه على اقواله وأفعاله ، وحركاته وسكناته ، فانه في كل وقت وحين بين يدي خالقه وفي قبضة اللطيف الخبير القائل في كتابه الكريم ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
ويعلم ان الله سبحانه يجازي الناس على افعالهم يوم الدين ، إن خيرا فخير ، وان شرا فشر . لايفوته من اعمالهم شيء فلا المحسن يضيع ، أحسانه مثقال ذرة ، ولا المسيء يضيع من سيئاته مثقال ذرة .
قال تعالى (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين ))
وعن أحسان المحسن قال ( ان الذين أمنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع أجر من أحسن عملا )
وهو بعد ذلك يزيد أجور الصالحين من فضله وكرمه ما يشاء
ويعفو ويتجاوز عن ذنوب من يشاء من عباده بفضله .
ويعذب من يشاء من عباده بعدله ،انه كان بعباده خبيرا بصيرا .
ومن مقتضى الايمان بهذا الاسم الكريم :
ان يحرص المؤمن ان يكون له حظ منه ، فيتطلف مع العباد وخصوصا في دعوته العصاة الى الحق ، ليجلبهم بلطيف أخلاقه ، لان الرفق واللين ما كان في شي الا زانه ، وقدوته في ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فانه تطلف بالناس فاخذ بالباب العقول وازمة القلوب ولولا صبره عليهم ورفقه بهم لما تهيأ لدين الله ما تهيأ له من النصرة والتمكين والبلاغ ما شهد به القاصي والداني ، والموافق والمخالف
اللهم يالطيف أجعل لنا من اللطف نصيب يرضيك عنا
ويحسن خاتمتنا ويبيض وجوهنا يوم نلقاك يا الله