من اسماء الله الحسنى
اسم الله الكريم : السميع
أسم من اسماء الله تعالى الثابتة بالكتاب والسنة ، وقد عده العلماء ضمن جمعهم للاسماء الحسنى ودليله من الكتاب : قوله تعالى ( ليس كمثله شيءُ وهو السميع البصير )
و السميع في اللغة : حسن الاذن او ما وقر في الاذن من شيء تسمعه ، ورجل سميع : أي سامع ورجل سماع : اذا كان كثير الاستماع لما يقال وينطق . والسميع من ابنية المبالغة على وزن فعيل
وفي الشرع : انه السميع لما تنطق به خلقه من اقوال ، وفي هذا المعنى ما يدل على ثبوت اسم السميع اسما لله واثبات السمع صفة له
وسمعه تعالى نوعان :
الاول سمعه لجميع الاصوات والاحاطة بها احاطة تامة
والثاني سمع الاجابة منه للسائلين والعابدين والمتضرعين
يقول ابن القيم رحمه الله
افعال السمع يراد بها اربعة معان
الاول : سمع ادراك ومتعلقة الاصوات
الثاني : سمع فهم وعقل ومتعلقة المعاني
الثالث : سمع اجابة واعطاء ما سئل
الرابع : سمع قبول وانقياد
فمن الاول : قوله تعالى (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ))
والثاني : قوله تعالى (( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا )) ليس المراد سمع مجرد الكلام بل سمع الفهم والعقل ومنه (( سمعنا واطعنا ))
والثالث : سمع الله لمن حمده .
والرابع : قوله تعالى (( سماعون للكذب )) اي قابلون له منقادون غير منكرين ومنه على اصح القولين (( وفيكم سماعون لهم )) اي قابلون ومنقادون
ومن آثار الايمان بهذا الاسم الكريم :
أن الله تعالى وسع سمعه الاصوات فهو السميع الذي قد استوى في سمعه سر القول وجهره وسع الاصوات فلا تختلف عليه اصوات الخلق ولا تشتبه عليه ولا يشغله منها سمع عن سمع ولا تغلطه ولا يبرمه كثرة السائلين ، وان من مقتضى الايمان بهذه الصفة اثباتها لله عز وجل على الوجه اللائق به تعالى ، ومن ثمرة هذا الاسم العظيم ان يكون للمؤمن حظ وافر من هذا الاسم فيعلم ان الله سميع لا يخفى عليه شيء فيحفظ لسانه ،
كما يعلم انه لم يخلق له السمع الا ليسمع كلام الله تعالى وما والاه من الخير والهدى الذي به زيادة ايمانه ورفع درجاته
ويقول ابن القيم في شرحه منازل اياك نعبد واياك نستعين " منزلة السماع " وقد امر الله به في كتابه واثنى على اهله واخبر ان البشرى لهم فقال : (( واتقوا الله واسمعوا ))
وقال : (( واسمعوا وأطيعوا ))
وقال (( فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه و أولئك الذين هداهم الله و اولئك هم اولوا الالباب ))
وقال (( واذا قرىء القران فاستمعوا له وانصتوا )) ... فالسماع اصل العقل ، واساس الايمان الذي انبنى عليه ، وهو رائده وجليسه و وزيره ، ولكن الشأن كل الشأن في المسموع ، وفيه وقع خبط الناس واختلافهم وغلط منهم من غلط ، وحقيقة السماع تنبه القلب على معالم المسموع وتحريكه عنها : طلبا وهربا وحبا وبغضا ، فهو حاد بكل أحد الى وطنه ومألفه