الشيع في القرآن
وذكر أهل التفسير أن الشيع في القرآن على خمسة أوجه:
الوجه الأول: شيعا، يعني: فرقا أحزابا.
فذلك قوله في الأنعام:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }
يعني: أحزابا فرقا، يهود ونصارى وصابئين وغيرهم.
نظيرها في الروم:
{ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
يعني: أحزابا فرقا.
وقال في القصص:
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا }
يعني: فرقا، ففرقة القبط وفرقة بني إسرائيل.
وقال في الحجر:
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ }
يعني: فرق الأولين، يعني: قوم نوح وقوم هود والأمم.
الوجه الثاني: الشيع، يعني: الأهل والنسب.
فذلك قوله في القصص لموسى عليه السلام:
{ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ }
“هذا من شيعته”، يعني: رجلا من جنسه في النسب إلى بني إسرائيل .
الوجه الثالث: الشيع، يعني: الملة والنحلة.
فذلك قوله في القمر:
{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }
يعني: أهل ملتكم يا أهل مكة.
وكقوله في سبأ:
{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ }
يعني: بأهل ملتهم.
وكقوله في مريم:
{ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا }
يعني: ملة. وكقوله في والصافات: “وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ “.
يقول: وإن من أهل ملة نوح لإبراهيم، ومن ذريته.
الوجه الرابع: تشيع، يعني: تفشو.
فذلك قوله في النور:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا }
يعني يحبون أن تفشو الفاحشة في الذين آمنوا.
الوجه الخامس: شيع، يعني: الأهواء المختلفة.
فذلك قوله في الأنعام:
{ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}
يعني: الأهواء المختلفة