الجناح في القرآن
يقال في اللغة: جنح يجنح : مال.
ومنه قيل:
جنحت السفينة، أي: مالت ،
وجنحت العير في سيرها: أسرعت، كأنها استعانتبجناح،
وجنح الليل: أظل بظلامه، والجنح:قطعة من الليل مظلمة.
وذكر أهل التفسير أن الجناح في القرآن على خمسة أوجه :
فوجه منها: الجَناح بمعنى الجانب
قوله تعالى في سورة الحجر
{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }
أي: ألن لهم جانبك، محبة وإكراما وتودُّدا ،
وكقوله تعالى في سورة الشعراء
{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
أي : ألِن لهم جانبك
وفي الإسراء
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
أَي أَلِنَ لهما جانِبَك وتواضع لهما ذلا لهما ورحمة واحتسابا للأجر .
الثاني: الجَنَاح جناح الطائر بعينه
قوله تعالى في سورة الأنعام
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } ،
وقوله تعالى في سورة فاطر
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } .
الثالث: الجَنَاح اليد كلها.
وقيل: هو العضد ، وقيل جناح الإنسان عضده إلى أصل إبطه .
قوله تعالى لموسى في سورة القصص
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ }
جَنَاحك عبارة عن اليد ،
قال عز وجل في طه :
{ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }
أي: أَدخل يدك فِي إبطك،
وقيل واضمم يدك فضعها تحت عضدك.
الرابع: الجنح الميل
قوله تعالى في سورة الأنفال
{ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
أي : مالوا للمسالمة والمصالحة والمهادنة ،
فَاجْنَحْ لَهَا أي : فمل إليها واقبل منهم ذلك.
الخامس: الجُناح بضم الجيم الإثم ،
قوله تعالى في سورة البقرة:
{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا }
وهو في سورة البقرة في غير موضع ،
وسمي الإثم جناحا لميله عن طريق الحق.
والجُناح الضرر،
قوله تعالى:
{ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا }
أي: إذا تبايعتم بالنقد فلا ضرر عليكم في ترك الكتاب والإشهاد.
=================
اهم المراجع:
· الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي .
· نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.
· قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني.
· الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري.
· مجموعة من تفاسير القرآن الكريم
· معاجم اللغة