بنت العراق المدير العام
عدد المساهمات : 1042 نقاط : 2503 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 03/11/2011
| موضوع: كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان الأربعاء يونيو 26, 2013 4:11 pm | |
| [rtl] كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، [/rtl] [rtl] ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، [/rtl] [rtl] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، [/rtl] [rtl] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه [/rtl] [rtl] والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان[/rtl] [rtl] الأمر الأول: في فضل صيامه[/rtl] [rtl] ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( ما رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان،[/rtl] [rtl] وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ) [/rtl] [rtl] وفي البخاري في رواية: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( كان يصوم شعبان كله )[/rtl] [rtl] وفي مسلم في رواية: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( كان يصوم شعبان إلا قليلاً ) [/rtl] [rtl] وروى الإمام أحمد والنسائي [/rtl] [rtl] من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( لم يكن يعني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم من الشهر[/rtl] [rtl] ما يصوم من شعبان، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان [/rtl] [rtl] قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، [/rtl] [rtl] وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل[/rtl] [rtl] فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )[/rtl] [rtl] قال في الفروع ص 021 ج 3 ط آل ثاني: والإسناد جيد.[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه[/rtl] [rtl] فقد ذكر ابن رجب – رحمه الله تعالى – في كتاب اللطائف[/rtl] [rtl] (ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) [/rtl] [rtl] أن في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف عن علي رضي الله عنه[/rtl] [rtl] أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها،[/rtl] [rtl] فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول:[/rtl] [rtl] ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه،[/rtl] [rtl] ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر )[/rtl] [rtl] قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع،[/rtl] [rtl] حيث قال (ص 226 في المجلد الخامس من مجموع فتاويه) :[/rtl] [rtl] والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر عبد الله بن محمد،[/rtl] [rtl] المعروف بابن أبي بسرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين:[/rtl] [rtl] إنه كان يضع الحديث.[/rtl] [rtl] وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة،[/rtl] [rtl] لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع[/rtl] [rtl] باتفاق علماء الحديث، اللهم إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق [/rtl] [rtl] والشواهد حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره،[/rtl] [rtl] فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.[/rtl] [rtl] وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته [/rtl] [rtl] كان بدعة، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( كل بدعة ضلالة ).[/rtl] [rtl] الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف منه[/rtl] [rtl] في فضل ليلة النصف منه، وقد وردت فيه أخبار قال عنها[/rtl] [rtl] ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق:[/rtl] [rtl] إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها[/rtl] [rtl] وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: [/rtl] [rtl] أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، [/rtl] [rtl] فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب، خرجه الإمام أحمد والترمذي[/rtl] [rtl] وابن ماجه، وذكر الترمذي أن البخاري ضعفه، ثم ذكر ابن رجب[/rtl] [rtl] أحاديث بهذا المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف.[/rtl] [rtl] وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.[/rtl] [rtl] وذكر الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى أنه [/rtl] [rtl] ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، [/rtl] [rtl] وقد حاول بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، [/rtl] [rtl] فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها[/rtl] [rtl] أن تصل إلى درجة الحسن لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح[/rtl] [rtl] كما هو معلوم من قواعد مصطلح الحديث.[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من شعبان وله ثلاث مراتب:[/rtl] [rtl] المرتبة الأولى: أن يصلي فيها ما يصليه في غيرها، [/rtl] [rtl] مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها [/rtl] [rtl] من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، [/rtl] [rtl] فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.[/rtl] [rtl] المرتبة الثانية: أن يصلي في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان[/rtl] [rtl] دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة،[/rtl] [rtl] وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل، [/rtl] [rtl] فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة، [/rtl] [rtl] فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً، وهذا الخبر ضعفه شديد،[/rtl] [rtl] فإن فيه من كان يضع الحديث، [/rtl] [rtl] كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.[/rtl] [rtl] الشرط الثاني: أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله [/rtl] [rtl] ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل [/rtl] [rtl] به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسباً للعامل، [/rtl] [rtl] وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل. [/rtl] [rtl] ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه[/rtl] [rtl] هذا الشرط، إذ ليس لها أصل ثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[/rtl] [rtl] كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في اللطائف ص 541:[/rtl] [rtl] فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها [/rtl] [rtl] عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عن أصحابه شيء. [/rtl] [rtl] وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس) : [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [ إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان [/rtl] [rtl] رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة ][/rtl] [rtl] وقال الشيخ عبد العزيز بن باز:[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [ ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليله فكله موضوع ][/rtl] [rtl] وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، [/rtl] [rtl] كما قال ابن رجب في اللطائف ص 441: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [ وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها [/rtl] [rtl] ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها،[/rtl] [rtl] وقد قيل: إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم[/rtl] [rtl] في البلدان اختلف الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، [/rtl] [rtl] وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة ][/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ولا ريب أن ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، [/rtl] [rtl] وذلك لأن الله تعالى يقول:[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً [/rtl] [rtl] فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [/rtl] [rtl] ولو كانت الصلاة في تلك الليلة من دين الله تعالى لبينها الله تعالى في كتابه، [/rtl] [rtl] أو بينها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله أو فعله، فلما لم يكن ذلك [/rtl] [rtl] علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، [/rtl] [rtl] وقد صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( كل بدعة ضلالة )[/rtl] [rtl] المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم،[/rtl] [rtl] يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. [/rtl] [rtl] والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة،[/rtl] [rtl] قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف) :[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [color=blue]ت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان [/rtl] [rtl] على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة ][/rtl] [rtl] الأمر الخامس:[/rtl] [rtl] أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها [/rtl] [rtl] ما يكون في العام وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام [/rtl] [rtl] هي ليلة القدر، كما قال الله تعالى: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [/rtl] [rtl] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ [/rtl] [rtl] رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [/rtl] [rtl] وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى:[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [/rtl] [rtl] وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل القرآن فيه، قال تعالى:[/rtl] [rtl] { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى” أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ [/rtl] [rtl] وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[/rtl] [rtl] وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [/rtl] [rtl] يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ[/rtl] [rtl] وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [/rtl] [rtl] فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام،[/rtl] [rtl] فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الآيات.[/rtl] [rtl] الأمر السادس:[/rtl] [rtl] أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء[/rtl] [rtl] ويسمونها عشيات الوالدين. وهذا أيضاً لا أصل له [/rtl] [rtl] عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع [/rtl] [rtl] التي حذر منها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال فيها: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] ( كل بدعة ضلالة )[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] وليعلم أن من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه يقع في عدة محاذير منها:[/rtl] [rtl] المحذور الأول: أن فعله يتضمن تكذيب ما دل عليه قول الله عز وجل: [/rtl] [rtl] { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً[/rtl] [rtl] فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ،[/rtl] [rtl] لأن هذا الذي أحدثه واعتقده ديناً لم يكن من الدين حين نزول الآية، [/rtl] [rtl] فيكون الدين لم يكمل على مقتضى بدعته.[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المحذور الثاني: أن ابتداعه يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله، [/rtl] [rtl] حيث أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه. والله سبحانه[/rtl] [rtl] قد شرع الشرائع وحد الحدود وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث [/rtl] [rtl] في الشريعة ما ليس منها فقد تقدم بين يدي الله ورسوله،[/rtl] [rtl] وتعدى حدود الله ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون.[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المحذور الثالث: أن ابتداعه يستلزم جعل نفسه شريكاً مع الله تعالى في الحكم [/rtl] [rtl] بين عباده، كما قال الله تعالى: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ [/rtl] [rtl] وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .[/rtl] [rtl] المحذور الرابع: إن ابتداعه يستلزم واحداً من أمرين،[/rtl] [rtl] وهما: إما أن يكون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاهلاً بكون هذا العمل [/rtl] [rtl] من الدين، وإما أن يكون عالماً بذلك ولكن كتمه، [/rtl] [rtl] وكلاهما قدح في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما الأول فقد رماه بالجهل [/rtl] [rtl] بأحكام الشريعة، وأما الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله تعالى.[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المحذور الخامس: أن ابتداعه يؤدي إلى تطاول الناس على شريعة الله [/rtl] [rtl] تعالى، وإدخالهم فيها ما ليس منها، في العقيدة والقول والعمل،[/rtl] [rtl] وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله عنه.[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المحذور السادس: أن ابتداعه يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها [/rtl] [rtl] واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجاً يسلكه ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير،[/rtl] [rtl] فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله:[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [/rtl] [rtl] وَأُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [/rtl] [rtl] وفيما حذر منه بقوله: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ[/rtl] [rtl] إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } .[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، [/rtl] [rtl] فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا هدموا من الشرع ما يقابلها.[/rtl] [rtl] وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى، أو صح عن رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [/rtl] [rtl] من الشريعة لكفاية لمن هداه الله تعالى إليه واستغنى به عن غيره،[/rtl] [rtl] قال الله تعالى:[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مَّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ [/rtl] [rtl] وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ [/rtl] [rtl] هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [/rtl] [rtl] وقال الله تعالى: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى } [/rtl] [rtl] أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم،[/rtl] [rtl] وأن يتولانا في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين. [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] انتهى بقلم كاتبه الفقير إلى الله محمد الصالح العثيمين في 21/8/1403هـ.[/rtl] [rtl] [المصدر: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين، 20/ 25- 33][/rtl] | |
|