يَا أَشْهُرَ الحَجِّ إِنَّ القَلْبَ مُشْتَاقُ وَالنَّفْسُ تَهْتَزُّ وَالأَنْفَاسُ أَشْوَاقُ
يَا مَكَّةَ الخَيْرِ يَا أَرْضًا مُبَارَكَةً مِنْ فَيْضِ نُورِكِ عَمَّ النَّاسَ إِشْرَاقُ
أَنْتِ الحَبِيبَةُ أَنْتِ الحُبُّ مُؤْتَلِقًا وَكُلُّ مَنْ آمَنُوا بِاللَّهِ عُشَّاقُ
مَنْ لِي بِيَوْمٍ مَعَ الحُجَّاجِ يَشْهَدُنِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مِلْءُ القَلْبِ إِشْفَاقُ
يَا وَاهِبًا لِلوَرَى مِنْ كُلِّ مَا سَأَلُوا يَسِّرْ لِلَثْمِ ثَرَاهَا كُلَّ مَنْ تَاقُوا
• • • • • •
لَوْ يُدْرِكُ النَّاسُ مَا فِي الحَجِّ مِنْ عِبَرٍ ضَمَّتْ جُمُوعَ الوَرَى لِلخَيْرِ آفَاقُ
فِي عَالَمِ الطِّينِ وَالأَرْوَاحُ مُهْمَلَةٌ كَمْ ذَا تُدَاسُ كَرَامَاتٌ وَأَعْنَاقُ
فِي غَابَةِ الإِنْسِ وَالأَخْطَارُ مُحْدِقَةٌ وَالسُّمُّ فِي الغَرْبِ مَعْسُولٌ وَبَرَّاقُ
وَالجَاهِلِيَّةُ قَامَتْ مِنْ مَرَاقِدِهَا فِي كُلِّ وَادٍ تُذِيعُ الكُفْرَ أَبْوَاقُ
وَنَحْنُ نَحْنِي أَمَامَ الكُفْرِ هَامَتَنَا وَالكُفْرُ يَرْنُو وَسَاقٌ فَوْقَهَا سَاقُ
أَيْنَ التَّرَاحُمُ فِي أَرْجَاءِ أُمَّتِنَا فُحْشُ الثَّرَاءِ بِوَادِينَا وَإِمْلاقُ
هَلْ نَحْنُ فِي التِّيهِ نَجْنِي غَرْسَ فُرْقَتِنَا هَلْ يَسْتَنِيمُ لِذُلِّ العَيْشِ عِمْلاقُ؟
كُنَّا هُدَاةَ الوَرَى وَالصَّدْرُ مَوْقِعُنَا بَيْنَ الأَنَامِ لَنَا سَمْتٌ وَأَخْلاقُ
كُنَّا جُنُودًا لِدِينِ اللَّهِ نَنْصُرُهُ وَجُنْدُ رَبِّكَ لا يَعْرُوهُ إِخْفَاقُ
يَا مَنْ خَلَعْتَ ثِيَابَ الزَّهْوِ مُدَّكِرًا إِنَّ التَّبَاهِي عَلَى الأَبْدَانِ إِحْرَاقُ
يَا مَنْ أَتَى غَارِقًا وَالصِّدْقُ نِيَّتُهُ أَبْشِرْ ... نَجَوْتَ فَقَدْ جَاءَتْكَ أَطْوَاقُ
يَا مَنْ أَتَى تَائِبًا يَسْعَى عَلَى وَجَلٍ إِنَّ المُنِيبَ لِفِعْلِ الخَيْرِ سَبَّاقُ
فَارْجِعْ سَرِيعًا لأَقْوَامٍ تُجَمِّعُهُمْ فِي سَاحَةِ الحَقِّ لِلطَّاعَاتِ أَسْوَاقُ
فَصَيْحَةُ الحَقِّ رَغْمَ الكَبْتِ مُفْزِعَةٌ لِلظَّالِمِينَ وَهَمْسُ الحَقِّ إِقْلاقُ
• • • • • •
يَا مَنْ عَلَى عَرَفَاتِ اللَّهِ قَدْ وَقَفُوا وَالعَفْوُ سَيْلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ دَفَّاقُ
نَفْسِي تَتُوقُ لإِحْرَامٍ وَتَلْبِيَةٍ حَتَّى تَفُوزَ بِنُورِ البَيْتِ أَحْدَاقُ
وَالرُّوحُ تَرْشُفُ مِنْ أَزْهَارِ رَوْضَتِهِ حَيْثُ الشَّعَائِرُ لِلأَرْوَاحِ تِرْيَاقُ
مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَيْثُ النِّيَّةُ انْعَقَدَتْ يَا حَظَّ مَنْ وَرَدُوا ... يَا حَظَّ مَنْ ذَاقُوا
وَالنَّاسُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ انْطَلَقُوا وَالرُّوحُ فِي أَوْجِهَا وَالقَلْبُ خَفَّاقُ
إِنِّي لأَغْبِطُ مَنْ أَدَّى مَنَاسِكَهُ مَنْ عَادَ فِي قَلْبِهِ عَهْدٌ وَمِيثَاقُ