أهمية اليود الأشخاص الذين ينقص اليود من جسمهم يكونون كسالى وسريعي التأثر بالبرد وليس لديهم مقاومة له ، كما يكون عندهم استعداد للسمنة; لأن الحروريات لا تستهلك لإنتاج النشاط ، وإنما تتكدس بشكل دهون وشحوم وفتور الهمة يسبب لهم ضجراً ، كما يسبب عدة عوارض منها : برودة الأيدي والأرجل كثيراً ، وجفاف الجلد ، وربما ظهر قشور عليه ، ورقته ، ويكون الشعر ضعيفاً وباهت اللون ويشيب مبكراً ويتساقط بكثرة ، كما تكون الأظافر رقيقة جداً أو تتكسر وتصبح الذاكرة ضعيفة بسبب نقص ورود الدم إلى الدماغ. وتظهر عوارض نقص اليود عند النساء في غزارة دم الحيض ، وطول مدة العادة الشهرية ، وفي استمرار الصداع. إن الغدة الدرقية تدعم بتناسق جميع قوانا المحركة العاملة. فإذا كان اليود في طعامنا غير كاف ، فإن افراز الغدة الدرقية يكون غير كاف ، ويصبح الجسم فاتر الهمة والنشاط ويضطرب التنفس ، وتضعف دقات القلب ، وتكون تقلصات الجهاز الهضمي نادرة وعنيفة فيحصل سوء الهضم (1) والإمساك وإذا أراد الخلاص من تمدد الغدد فعليه أن يأكل بكثرة من سمك البحر الغني باليود ، وأن يفرط في ذلك ما استطاع ، وأن يتبع باهتمام ( النظام المثالي إن نقص إفراز الغدة الدرقية يحدث تضخماً في اللسان والشفتين وانشقاق الجلد وقصر الأطراف وفقدان الشهية وانخفاض درجة الحرارة والنبض وإمساك وفقر دم. هناك علاقة بين عنصر اليود Yod ، وبين قوة المقاومة ضد الأمراض. لا غنى للغدة الدرقية ـ ( غدة صماء في الرقبة ) ـ عن اليود وبدونه لا تستطيع أن تؤدي عملها كاللازم; ودم الجسم كله يجتاز الغدة الدرقية هذه في مدة ( 17 ) دقيقة. وبما أن للخلايا التي تتكون الغدة منها علاقة كيميائية مع اليود ، فإن الجراثيم الضعيفة تموت أثناء مرور الدم من الغدة الدرقية بتأثير ما تفرزه خلايا الغدة من عنصر اليود المطهر ، أي المبيد للجراثيم ، وأما إذا كانت هذه الجراثيم قوية ، فإن اليود يضعفها المرة تلو المرة كلما اجتاز الدم في مدة ( 17 ) دقيقة الغدة الدرقية إلى أن يقضي اليود عليها نهائياً. وهذا لا يمكن أن يتم ، إلا إذا كانت الغدة الدرقية محتوية على ما يلزمها من عنصر اليود ، فإذا فقد هذا العنصر المطهر منها ، عجزت الغدة عن إبادة جراثيم الدم عند مرورها منها. أن للغدة الدرقية واجبات أُخرى تقوم بها : ، ـ إعادة بناء الطاقة التي نحتاج إليها للقيام بأعمالنا اليومية. . - ولليود في الجسم عمل هو مكافحة التوتر العصبي فيه وإِزالته ، ومن دلائل هذا التوتر العصبي سرعة الإثارة ( عصبية ) والارق ، والاضطراب المستمر ، كل هذه الاعراض تدل على حاجة الجسم إلى المزيد من اليود للاسترخاء والتهدئة ، أعرف ان الاطفال دون العاشرة من العمر القليلي الصبر ، الدائمي الحركة والإثارة ، يمكن تحويلهم في مدة ساعتين إلى اطفال هادئين صبورين ( عاقلين ) باعطائهم نقطة واحدة من محلول اليود ، مع ملعقة صغيرة من الخل في قدح من عصير الفواكه أو الماء القراح ، وقد أُعطيت هذه الوصفة لاُمهات اطفال عصبيين ، ـ اناثاً وذكوراً ـ ليعشن مع اطفالهن بهدوء وسلام ، ولم يحصل ابداً ان اخطأت هذه الوصفة هدفها. - الفكر ، يعمل بصورة افضل إذا كان الجسم مزوداً بالقدر الكافي من عنصر اليود. وهناك ايضاً موضوع تراكم الشحم ( السمنة ) غير المرغوب فيه ، فاليود احد افضل ( الكاتاليزاتورات Katalysator ) المؤكسدة والكاتاليزاتور هو الثقاب الذي يشعل النار التي تحرق الغذاء الذي نتغذى به يومياً ، فإذا لم يحترق هذا الغذاء احتراقاً كاملاً ، يرسب ما يتبقى منه ويبقى في الجسم دهنا ( السمنة ) غير مرغوب فيه ، فكما تأخذ الغدة الدرقية اليود من الدم الذي يتم اجتيازه للغدة الدرقية كل ( 17 )دقيقة ، يمكن أن تفقد الغدة الدرقية المخزون فيها إذا شربنا مثلاً ماء عولج بالكلورين لتطهيره أو إِذا أخذنا الكثير من كلوريد الصوديوم ، أو بتعبير أبسط من ملح الطعام العادي. . والآن ماذا يجب أن يعمل كل من يعيش في منطقة أرضها فقيرة بعنصر اليود ، ويشرب الماء المطهر بالكلورين ، ويشعر بالوهن الفكري والجسدي ، ويصعب عليه تركيز أفكاره ويجتمع في جسمه دهن غير مرغوب فيه ؟ عليه أن يجهز جسمه باليود باحدى الوسائل الثلاث الآتية : ـ يتناول جميع أنواع [ السمك ذو القشر ] من البحر ، والفجل الأسود والريباس ، والهليون ، والجزر ، والبندورة ( الطماطم ) ، والاسباناخ ( السبانغ ) والبزاليا ، وتوت الأرض ( فريز ، فراوله ) ، والفطر ، والموز ، والملفوف ، وصفار البيض والبصل ».