بنت العراق المدير العام
عدد المساهمات : 1042 نقاط : 2503 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 03/11/2011
| موضوع: عجائب رمضان الجمعة يوليو 27, 2012 5:40 pm | |
| [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
لم تأتِ آيـةُ التسامح في الإسلام لا إكراه في الدين بعد أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي إلاّ والله أعلـم لبيان أنَّ هذا الدين العظيم لايحتاج إلى الإكراه واللجوء إليه دليل العجـز لينتصـر على الدين كلِّه ولو كره الكافـرون فالله تعالى الموصوف بالكمال المطلق كما في آية الكرسي يسيـر عليـه أنَّ يجعل هذا الدين باهـرَ الآيات بحيث يجتذب إليه القلـوب ويأخذ بالألباب ويخُضع النفوس لعظمةِ حجّتـه أي فلا تُكرهوا أحـداً عليه بـل أزيلوا الحجـب بين الناس ورؤيـة شمس براهينه الساطعـة ثم خـلُّوا بينـها وبينهـم فإنَّ جلال أنـواره سيخطـف الأبصـار ويأسـر الأرواح سبحان الله العظيمحدثني شخصٌ أسلم عن قصة إسلامه وأنها كانت بسبب رمضان قال إنه تعجَّـب من المسلمين في قريته كيف كانت وجوهُهُم تتقلَّـب في السماء عندما انصرم الشهر الذي قبل شهر الصـوم كأنهـم ينتظرون إشارة من خالق الكون من فوقهـم ليقوموا بشيءٍ بعدهـا فلما رأوْا الهلال فرحوا فرحا عظيما كأنهم بُشـِّروا بأعظم البشرى ولم أتوقّـع أن يكون فرحهم بأنهم سيمتنعون عن الشهوات يلة شهـر في النهار كلِّه هذه الشهوات التي يتقاتل بنو البشر عليها وتخاض الحروب التي تفتك بالملايين من أجلهـا وأنهم سيصلُّون بمناجاة ربهم في الليل قال فأخذ هذا منهم بلبـِّي واستحوذ على قلبيفصمتُ معهـم وأنا لا أعرف الإسلام ولم أنطـق بالشهادتـين بل أكتفي بالإمـتناع عن الأكل والشرب وإتيان زوجتي إذا ذهب المسلـمون لصلاة الصبح وكنت أفطر إذا سمعت أذان المسجد لصلاة المغـرب وأذهب فأصلي معهم في الليل صلاة التروايح وأصنع مثل ما يصنعون قياما وركوعا وسجـودا غير أنني لا أتكلـم بشيء فأجـد راحة عجيبة وسكينة لم تعرفها روحي من قبل حتى إذا انتصف الشهر لاحظني الإمام وأنني غريب عن القوم فسألني عنـي فدهش من قصتي إندهاشـا حمله على أن يجمع الناس ليسمعوا منـي فلما سمعوا قصتي علموني الإسلام فنطقت بالشهادتين فكبروا وقالوا أنت أسلمت على يد رمضان وسموني رمضـانلا اله الا الله ما أعظمك يا رمضان ومن عجائب آيات الله في رمضان أنه لو بذل فلاسفـة البشرية ومفكروهـم كلهم مجتمعـون طلاع الأرض ذهبـا على أن يجعلوا سدس سكان الكرة الأرضية يجتنبـون الشهوات ويتنزهون عن متاع الدنيا ويتركون بطونهم خاوية ويلتفـتون إلى أرواحهـم ليطهروها من التعلق بعالم المـادة إلى السمو الأخلاقي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجـة أن يدع طعـامه وشـرابه يوما واحـدا وليس شهرا كاملا لأعلـنوا عجزهـم فيما نجـح فيه هذا الدين العظيـم إنـَّه في كلِّ عام وفي شهـر كامل يلغي من التاريخ البشري البطون ويجعل محلها القلـوب ولهذا والله أعلم جعل الصيام في النهار دون الليل حتـى يظهـر إعـلان هذه الحكـمة على الناس جهاراً نهـاراً لايستخفى بظلمة الليل ولاتكنـُّه بيوت المدر والوبـر وإنَّ هذه و الله لآيـةً باهـرة واتفـق لي أيضا قصة أخرى من قصص الإسلام تشبه ما ذكرته آنفا وحدثتني بها امرأة كانت غير مسلمة وكانت شعر إذا دخل هذا الشهر المبارك بمـا يمنعها من الأكل والشـرب وكان تبتعد عن زوجها متذرعة بالمرض في النهار إذا أرادها وتقول لم أكن أستطيع أن آكل أو أشـرب حتى أسمع المساجد حولي بيتي تؤذن مع غروب الشمس فكانت الدموع تذرف من عيني إذ أجد شهيتي لا تطيعني إلا إذا سمعت هذا الأذان فآكل وأنا أبكي وأتمنى أن أصبح مسلمة ولولا الخوف من زوجي وأهله وأهلي لأسلمت ولما سألتني ماذا أصنع قلت لها أسلمـي وانطقي بالشهادتين واكتمـي إيمانك حتى يفتح الله عليك واسأل المجتهدين في دعوة غير المسلمين فسيخبرونك بالأعجايـب وأنّ شهـر رمضان هـو شهر الدخول في دين الله أفواجـا ومن عجائب هذا الشهر المبارك أن الله تعالى جعل أعظم انتصارات الإسلام فيه لئلا يقول قائل إنَّ الصوم يضعـف الطاقات كما قال الرئيس الهالك أبورقيبة عندما زعم أنَّ الصوم يعطل الإنتـاج وطلب من الشيخ العلامة الطاهر بن عاشـور أن يفتي للعمال بالفطر في رمضـان فكان مما حفظه لنا تاريخ تونس الإسلامية التي يحاول رئيسها الحالـي تخريب هويتها ما حفظه لنا من واقعة عجيبة عندما ظهر العلامـة الطاهر بن عاشور على الإذاعة ، فتلى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكـم لعلكم تتقون ثم قال صـدق الله وكـذب أبو رقيـبة فأخمـد دعوة أبو رقيبة الباطلة بكلمـة الحـقِّ وقد كان لهذا العالم التونسي الجليل موقفٌ جليلٌ آخر عندما أصدر فتوى إبان الإستعمار الفرنسي أنَّ من يتجنس بجنسية فرنسا المحتلّة لتونس لايُقبر بمقابر المسلمين وعليه إن أراد أن يدفن بين المسلمين وقد تحصل جنسية المحتلّ الفرنسي أن يأتـي تائبـا وينطق بالشهادتين ويرمـي ية الفرنسية ولك أن تتخيل أيها القارئ الكريم لو كان هذا الشيخ حيـَّا بيننـا إذاً لأطلقوا عليه تهمة الإرهاب و التكفير فجنَّ جنون الفرنسيين ومن عجائب رمضان إطلاقه عوامـل الخير بين الناس ولهذا تجد ما يتعاطاه الناس من الإحسان لبعضهم في هذا الشهر المبارك لايقارن بالسنة كلَّها حتى صار يُسمَّى عند عامة الناس رمضان كريم وذلك لكثرة ما يرونه من تعاطـي الخير والإحسان بين الناس فيه ومن هنا والله أعلم شرعت بهجة العيد بعده ومقرونة بإخراج الصدقة قبل صلاة العيد أيضـا لتربية المسلمين على أنَّ الإبتهاج الحقيقي هو الذي يثمرُهُ الإحسان إلى الناس والتخلص من جشع الحياة المادية إلى عطاء الصفاء الروحيومن عجائبه أنـَّه يمـرِّن المسلمين على الدعوة إلى الإسلام فيعيد اللحمة بين المسلم ورسالته ذلك أنـَّه يحوِّل التـَّركَ المجـرَّد إلى أكبر وأنفع فعل إيجابي للإنسانية ولهذا تجد كثيراً من الناس لايسمعون عن الإسلام إلاَّ في رمضان وكـم هي تلك القصص التي يجد المسلم فيها نفسه يتحول إلى داعيـة رغما عنه عندما يسأله من حوله لماذا لا تأكل فيقول لأنه رمضان وأنا صائم فيسألونه عن الصوم فيحدثهـم عن الإسلام وأخيرا فهاهـو الإسلام يبهر العالم بإنجازه العظيم في رمضان عندما يضرب في وجه العولمة المادية المتوحشة التي أهلكت الحرث والنسل بما غرست في العالم أجمع من جشع ثالوث المادة والشهوة والمنفعة يضـرب في وجهها بقيم تنقية الروح وتهذيـب الخلق وصناعة الخير المتعدي ليقول لأعداء الإسلام هؤلاء هم المسلمون الذين تسعون بكل سبيل لتلويث سمعتهم هـاهـم يترفعون عن جشعكم البغيض ورأسماليـتكم الخبيثة بالصيـام ليعملوكـم ما لاتعرفون عن تصفية الروح بالخير والإحسان والرحمة والإيمان فاللّهم اجعل لنا من بركة رمضان الحظ الأوفر والنصيب الأكبر والقدر الأكثر ... | |
|