كن متفائل في الحياة حتى تتغلب على الصعاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
قال الله عز وجل:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) القصص/77 " .
قوله تعالى:
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) اطلب فيما أعطاك الله من الأموال والنعمة والجنة وهو أن تقوم بشكر الله فيما أنعم عليك وتنفقه في رضا الله تعالى.
قوله تعالى: (وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).
قال الحسن وقتادة : معناه لا تضيع حظك من دنياك
في تمتعك بالحلال وطلبك إياه ونظرك لعاقبة دنياك .
قال ابن عمر:
احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.
وقال مالك : هو الأكل والشرب بلا سرف .
ونحو هذا قول الشاعر :
نصيبك مما تجمع من الدهر كله رداءان تلوى فيهما وحنوط
وقال آخر :
وهي القناعة لا تبغي بها بدلا فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن
قال ابن العربي : وأبدع ما فيه عندي قول قتادة :
ولا تنس نصيبك الحلال ، فهو نصيبك من الدنيا و ياما أحسن هذا /وأحسن كما أحسن الله إليك أي أطع الله واعبده كما أنعم عليك .
ومنه الحديث : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه .
والمؤمن لا ينسى نصيبه من الدنيا ، وهو عمله الصالح الذي سيصحبه في قبره ، ولهذا أثنى الله تعالى على من يدعو قائلاً :
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) سورة البقرة الأية201.
" فجمعت هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا ، وصرَفت كلّ شر ؛ فإن الحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي ، من عافية ، ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، ورزق واسع ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ومركب هنيء ، وثناء جميل ، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا .
وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العَرَصات ، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل : وهو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك "المحدث الألباني.
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).)
[ أي : أحسن بطاعة الله ] كما أحسن الله إليك بنعمته .
وقيل : أحسن إلى الناس كما أحسن الله إليك .
(وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ) فمن عصى الله فقد طلب الفساد في الأرض،(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
ليكن شعارك :نقل الخير للغير.
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).