عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد رعيته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
... خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ليلةٍ يطوف ويتفقد أحوال المسلمين فرأى بيتًا من الشعر مضروباً لم يكن قد رآه بالأمس فدنا منه فسمع فيه أنين امرأة ورأى رجلا قاعدًا فدنا منه وقال له:
من الرجل؟ فقال :رجل من البادية قدمت الى أمير المؤمنين لأصيب من فضله قال: فما هذا الأنين؟
قال :إمرأة في المخاض, قال: فهل عندها أحد قال لا
فانطلق عمر فجاء إلى منزله فقال لإمرأته:
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب هل لك في أجر
ساقه الله إليك؟ قالت :وما هو قال :إمرأة في المخاض
ليس عندها أحد قالت: إن شئت قال :فخذي معك
ما يصلح للمرأة من الخرق والدهن وائتني بقدر
وشحم وحبوب فجاءته به ثم قال :للرجل أوقد
لي نارًا ففعل فوضع القدر بما فيها وجعل عمر ينفخُ النار
ويُضرمُها والدخان يخرج من خلال لحيته حتى أنضجها
وولدت المرأة فقالت :أم كلثوم بشَر صاحبك
يا أمير المؤمنين بغلام فلما سمعها الرجل تقول :
يا أمير المؤمنين ارتاع وخَجل وقال :يا خجلتاه منك
يا أمير المؤمنين أهكذا تفعل بنفسك قال:
يا أخا العرب من ولي شيئاً من أمور المسلمين ينبغي له
أن يطلع على صغير أمورهم وكبيرها فإنه عنها مسؤول
ومتى غفل عنها خسر الدنيا والاخرة ثم قام عمر
وأخذ القدر وحملها إلى باب البيت وأخذتها أم كلثوم
وأطعمت المرأة فلما استقرت وسكنت
طلعت أم كلثوم فقال عمر للرجل قم إلى بيتك
وكل ما بقي في القدر وفي غدٍ ائت إلينا
فلما أصبح جاءه فجهزه بما أغناه به
رضي الله عنهم وأرضاهم.
اللهم اهدنا لما تحب وترضى.