(الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل الثاني : البعث والنشور .
المبحث الثاني : حكم الإيمان بالبعث وأدلته .
المطلب الثاني : أدلة البعث من السنة .
(II )
إذا مات ابن آدم تحلَّل جسده وفني إلا عجْب الذنب وهي عظم في أسفل الظهر ، فإذا قامت القيامة أنبت الله تعالى الأجساد بمطر على الأرض يُنبت الأجساد من هذا العظم فيعود خلق الإنسان كما كان قبل موته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بين النفختين أربعون . قال : أربعون يوما؟ قال : أبيتُ ، قال : أربعون شهراً؟ قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت . قال : ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجْب الذنَب ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
رواهالبخاري ( 4651 )ومسلم ( 2955 ) .
قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين النفختين أربعونقالوا : يا أبا هريرة أربعين يوما قال : أبيت . . . إلى آخره )"
معناه: أبيتُ أن أجزم أن المراد أربعون يوماً ، أو سنةً ، أو شهراً ، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة ، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة.
قوله: ( عَـــجْـــب الذنَب ) هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب، وهو رأس العصعص ، ويقال له ( عجم ) بالميم ،وهو أول ما يخلق من الآدمي ، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه .
"شرح مسلم" ( 18 / 92 ).
والله أعلم