نظرت فى المرآة
المرآة موجودة فى كل بيت ودائما المرآة ضرورية جدا وليس لها أى غرض إلا غرض واحد وهو أنها عيونك التى ترى بها نفسك وشكلك ومظهرك التى تعجز عن رؤيتة عيونك فهى تسهل لك هذا قبل ان تذهب الى أى مكان وقبل أى مقابلة أو نزهه أو فرح أى مقابله خارج أو داخل البيت أو العمل لازم الوقوف أمامها وكأنها إنسان له عيون ورأى وهى تظهر ما ينقصك أو لكى تكون راضى عن شكلك ونفسك ومظهرك من ناحية الشكل والملبس والمظهر وخلافه فأردت أن تراك عيونك قبل أن تراك عيون الآخرين وأردت أن تصحح من نفسك قبل أن ينتقضك الآخرين ودا مهم بالنسبة لك أن تهتم بشكلك ومظهرك لكى تكون فى أبهي صورة وأفضل حال ودائما عيونك على إرضاء الآخرين وتكون فى صورة جميله أمامهم وفى عيونهم وكانت عيونك هى المرآة التى وضحت لك ما لا تراه عيونك فدائما تصحح من أخطاءك الشكلية والمظهرية .
ولكن اهتمينا بالشكل الخارجي والمظهر ولم نهتم بالشكل الداخلي والجوهر وهو دائما الأهم من جميع النواحي لنفسك وللآخرين المرآة الحقيقية للشكل الداخلي هو أنت ، لماذ نتجاهل هذا الأمر لماذا؟ عارفين ليه لأن الداخل دائما يكون مزعج لاننا بشر وكلنا أخطاء ولكن الأفضل ان ننظر للأخطاء ونراها ونتعرف عليها والأفضل ان نصححها ونعالجها ونعمل على التخلص منها وعلاجها والبدايه هو ان نتوب توبة نصوحه بعدما نعترف ونقر بأخطائنا ونصحح ثم نتوب الى الله ونمحوا من أنفسنا كل شىء يقربنا الى الخطأ ونزرع مكانه الحب والصدق والأخلاص والصراحه والوضوح والوفاء والأحترام والتضحيه .
لاننا ننظر لعيوب الأخرين وننسى ونتجاهل عيوبنا ننتقض الأخرين ولا ننتقض انفسنا نتكلم عليهم ونحزن لو تكلموا علينا ننظر لهم من فوق جبل عالى فنجدهم احجامهم صغيره ونحنوا احجامنا كبيرة ولو نظروا لنا سيجدونا ايضا احجمنا صغيره فكلما تنظر لهم فهم ينظروا لك وكما رأيتهم يروك كلما احترمتهم احترموك وأن أسعدتهم اسعدوك وأن ابتسمت لهم ابتسموا لك وأن وقفت معهم فى شدتهم وقفوا معك وساندوك وأن واصلتهم وصلوك وأن أعطيتهم أعطوك فأن كانوا فى احتياج لك اليوم فأعلم أنك ستحتاج لهم باكر فكما فعلت سيفعلوا معك .
وإن كنا مستعدين لان نكون كذلك لازم نجلس مع أنفسنا ونهذبها من كل شيء يبعدنا عن ربنا سبحانه وتعالى وعن رسوله وعن الناس جميعا لازم نمحوا منها الأنانية والحقد والغل والكره وعدم القناعة والبخل والغش وخلافه من الأمراض التى تصيب النفس والآخرين لازم نكون صرحاء صادقين واضحين مع أنفسنا لازم المواجهة مع النفس وهى من أصعب ما يمكن والمواجهة تحتاج منا أن نقف واقفة ونضع لها حدود نهذبها ونربيها وتكون القناعة هى أساس تقويمها لكى تكون إنسان سوى معتدل تعطى ولا تنتظر المقابل لا تقابل الأساءه بالأساءه بل كن معتدل حتى مع من أساء أليك لتحسسه بخطئه وكرم أخلاقك تجعله يحاسب نفسه دون أن تحاسبه أنت دعه يرجع أليك نادما بدون عتاب ولا تكشف أسراره ولا تتمنى له الشر وتذكر أخر كلمه جميله منه لك وتذكر مواقفه الجميلة معك تقبل له العزر هل لديه مشكله هل هو فى وضع صعب جعله يتصرف هكذا ودائما نتعلم أن نكون محترمين لكى يحترمنا كل الناس وكل من نحبهم وكل من نشاركهم ويشاركونا سواء فى العمل أو الأهل أو الجيران أو أى إنسان نتعامل معه علمها الصدق مع الله لأنه أهم شىء فى أساسيات الصدق ثم مع نفسك ثم مع الآخرين علمها الإخلاص فى القول والعمل لان الكلمة التى تخرج منك لو كنت تسمعها لقالت لك إن لم تفعلنى كما قلتني فاتركني لحالي فتعلمها أن قالت صدقت وفعلت لان الكلام أصبح ما أحلاه وما أجمله ولكن الفعل ما أصعبه على النفس التى تهوى أن تتكلم ولا تهوى أن تعمل تختار دائما الطريق السهل الخالى من الأشواك والمصاعب تختار أن تتلاعب بمشاعر الآخرين وإحساس الصادقين ونفوس المخلصين .
فتحى صفا