نظرات في سورة الإخلاص
قال الله تبارك وتعالى
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }.
سورة الإخلاص
سبب نزول هذه السورة :
قال قتادة والضحاك ومقاتل : جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: صف لنا ربك فإن الله أنزل نعته في التوراة فأخبرنا من أي شيء هو ومن أي جنس
هو أذهب هو أم نحاس أم فضة وهل يأكل ويشرب وممن ورث الدنيا ومن يورثها
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المهرجاني أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد
أخبرنا أبو القاسم ابن بنت منيع أخبرنا جدي أحمد بن منيع أخبرنا أبو سعد الصغاني
أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين
قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى
{ قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَمَدُ }
قال: فالصمد الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت
وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث
{ وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد }
قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء.
من كتاب أسباب النزول - للإمام أبى الحسن النيسابورى
تفسير الآيات:
قل هو الله أحد
أي واحد ولا فرق بين الواحد والأحد.
الله الصمد
الصمد هو الذي يصمد إليه في الحاجات: أي يقصد لكونه قادرا على قضائها، وقيل معنى الصمد: الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزول. وقيل هو المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد. وقيل هو المقصود في الرغائب والمستعان به في المصائب
لم يلد ولم يولد
أي لم يصدر عنه ولد، ولم يصدر هو عن شيء، لأنه لا يجانسه شيء، ولاستحالة نسبة العدم إليه سابقا ولاحقا. قال قتادة : إن مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت اليهود : عزيز ابن الله، وقال النصارى : المسيح ابن الله فكذبهم الله فقال: لم يلد ولم يولد .
ولم يكن له كفوا أحد
هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها لأنه سبحانه إذا كان متصفا بالصفات المتقدمة كان متصفا بكونه لم يكافئه أحد ولا يماثله ولا يشاركه في شيء، والكفء في لغة العرب النظير، يقول هذا كفؤك : أي نظيرك .
مما ورد في فضل هذه السورة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن )
صحيح الجامع (6473).
اي من يقرأها ثلاث مرات فكأنما ختم القرآن
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة
ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث )
السلسله الصحيحه للألباني